وعلى مستوى آخر، يجعل التميز الفرد أكثر شَغَفاً بما يحيط به من أمور وأحداث، وحتى في علاقاته الشخصية والعاطفية، وهو ما سيُفْضِي إلى ملاحظة مَن حوله للتغير الطارئ في شخصيته وطريقة تفكيره، فينال اهتمام الجميع. ناهيك عن القدرة على استيعاب الأحداث، وطرق التعامل مع المحيط الإنساني والبيئي، والقدرة على التحكم في النفس وتحقيق التوازن بين الرغبات والقدرات. والتميز كذلك يعني أن الفرد المتميز يقدم لعمله الكثير، ويبذل فيه الجهد المُضاعف من أجل الوصول إلى هدفه في العمل، حتى لو كان ما يتقاضاه من العمل لا يتناسب مع ما يحصل عليه كأجر، فالمتميز كشخص مسؤول ومتفانٍ يَسْعَدُ بالمسؤوليات الموكلة إليه، ويرحِّب بها، ولا يتذمر منها، ولا يتهرب من ثقل أعبائها، وذلك يستلزم إزالة كافة العقبات وتنفيذ المهام وابتكار الحلول بِغَضِّ النظر عن درجة الصعوبة التي تعترضه. هذا الحال يفترض وجود العديد من المقومات لدى الشخص المتميز، تمنحه القدرة على التفكير بدقة والفصل الصائب في الحقائق والمعلومات، وأيضاً الحُكم الصحيح على الأمور، وامتلاك قدرة أكبر على التركيز في أشياء معينة في الوقت والمكان المناسبين، والمتميز كذلك يُعْلِي من قيمة التعاون والشراكة مع الآخرين، وعدم الاستئثار الفردي بالنجاح، ويجعل التعلم من الأخطاء والاستفادة منها قوة لبناء المستقبل الناجح، ويتسم أيضاً بخصال التسامح مع الآخرين، والقدرة على نَبْذِ الكراهية وعدم التفريق في التعامل مع الجميع (1).
اسم الكتاب: إدارة التميز نماذج وتقنيات الإدارة في عصر المعرفة المؤلف: أ. د. على السلمي الناشر: دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع ـ القاهرة تاريخ النشر: 2002م عدد الصفحات: 379 يعرض هذا الكتاب مفاهيم ونماذج التميز الإداري ومفهوم إدارة الجودة الشاملة, كما يتناول الكتاب قضية التعلم التنظيمي والإدارة الإلكترونية كما يعالج ويوضح دور القيادة الإدارية الجديدة في الإعداد والتوجيه ويطرح نماذج لأنماط التميز وتصورات البعد الإيماني والأخلاقي في الإدارة. ويتناول الكتاب هذه الموضوعات في سبعة فصول. الفصل الأول: مفاهيم ونماذج إدارة التميز يتناول هذا الفصل عناصر الإطار الفكري لمفهوم إدارة التميز ومفاتيح إدارة التميز التي تتمثل في مجموعة التوجهات الإدارية التي تشترك في بناء وتنمية ثقافة تنظيمية محابية لفرص التميز والتفوق. وتعتبر تلك التوجهات الإدارية عن أنماط سلوكية متفوقة وهي في حقيقتها تعبير عن فلسفة إدارية جديدة تستهدف استثمار أغلى ما يتاح للمنظمة من موارد. ويوضح هذا الفصل المتطلبات الرئيسية لإدارة التميز, وسمات منهجية, إدارة التميز. كما تناول النموذج الأوربي لإدارة التميز والنموذج الياباني لإدارة التميز.
وانتقالاً من تعريف المفاهيم العامة المتعلقة بالتميز، إلى التخصيص عبر الحديث عن التميز في إطاره المؤسسي، يمكن اختزال تعريف المؤسسة المتميزة بأنها بِنْيَةٌ وظيفية منتظمة تقوم بتحسين بيئة العمل داخلها، وتشجيع فُرَص الرفع من أدائها الإنتاجي، وتقديم قيمة مضافة للطرف الخارجي من العملاء والمتعاملين معها، مع ما يستوجب ذلك من تفهُّم الحاجيات وتوقع الاحتياجات واستثمار الفرص، وكل ما يجعل المؤسسة تقدم صورة إيجابية للتأثير على الجوار والمحيط، وتمثل دور الرافعة الاقتصادية والاجتماعية الحقيقية في موطنها، دون إغفال خَلْق المؤسسة لثقافة خاصة بها في إطار التمكين لبلوغ أهدافها المرسومة (2). ومن ثم تبدو الحاجة قائمة بشدة لتبادل الخبرات، وعقد شراكات في ميدان المعارف، وتنظيم المؤتمرات وفعاليات البحث، للاطلاع والاستفادة من أفضل الممارسات والتجارب الناجحة في مجال التميز المؤسسي (3). مراجع المقال: 1- Napoleon Hill, The Law of Success, The Ralston University Press Meriden, USA, 1928, PP. 28-30-36 2- يوسف سند، "المفاهيم الأساسية لنموذج التميز المؤسسي"، موقع مجلة المجتمع السعودية، 5 أبريل 2015م. 3- إبراهيم سليم، "نشر ثقافة التميز"، موقع صحيفة الاتحاد الإماراتية، 2 يونيو 2015م.
■ أسرار النجاح: ● السر الأول من أسرار النجاح في مجال العمل. تعلم أن تحب عملك وتفوق فيه: التزم بأن تكون متميزاً ومبهراً في مجالك، فالمأساة أن يقضي عدد كبير من البائعين حياتهم في البيع، دون أن يلتزموا بأن يكونوا من المتفوقين في عملهم، تعلم أن تحب ما تفعله، ومن ثم تعلم أن تتقنه إلى أقصى درجة، أنت لن ترضى عن نفسك، وتقبل كونك شخصاً جديراً بالاحترام، حتى تحترف ما تفعله، وهذا ما يفسر عدم شعور شريحة كبيرة من الناس بالسعادة والرضا، ذلك أنهم غير متميزين في أي شيء. ● السر الثاني من أسرار النجاح في مجال العمل. اتبع القادة والناجحين: حدد من تراهم ناجحين من الناس في مجال عملك، ثم قرر أن تكون مثلهم، اتبع القادة لا التابعين، اتبع من يصدرون القرارات، لا من ينفذونها، إذا أردت أن تكون رجل ناجح، ابحث عن أنجح رجل تعرفه، واذهب إليه واسأله ما الذي فعله ليصبح ما هو عليه، ما آخر كتاب قرأه، ما آخر تدريب حضره، وما نصيحته لك لكي تنجح في هذا المجال. حين تخالط (أناس / أصدقاء) متشائمين لا يسعون للنجاح، فهذا وحده كفيل بمنعك عن النجاح. ● السر الثالث من أسرار النجاح في مجال العمل. كن صادقاً ومخلصاً في عملك: لا نقصد الأمانة والصدق مع الآخرين فحسب، بل مع نفسك، ومع أهدافك.
تعريف التميز يتبادر إلى الذهن سؤالا هاما - لماذا التميز وكيف نصبح متميزين ؟. وقد يسأل الناس عن الإصرار على صناعة التميز على مستوى المنظمات والأفراد. وللإجابة على هذا السؤال الهام ، أولا يجب أن نعرف ماذا نعني بالتميز ، وما هي الخصائص المهمة التي تشجّع نحو هذه الظاهرة ؟. ويعرف التميز في المعجم الوسيط بأنه من ماز وتعني العزل والفرز. وامتاز الشيء أي بدا فضله على مثله ، وتميز الشيء امتاز عن غيره. أي أن التميز هو ان تكون أفضل من الأفضل (To be the best from the best). ويتطلب تحقيق التميز تقييما متعمقا للقول والعمل ، وحشدا للموارد التي تساعد على تحقيق التميز ، فأساس التميز هو وضوح الإستراتيجية ، وايجابية ثقافة المنظمة. وقد تم تعريف تميز العمل في مجلة إدارة الجودة الشاملة (1999) بأنه "طريقة العمل التي توازن نتائجها بين رضاء أصحاب المصلحة وهم ( العملاء والموظفين والمجتمع وأصحاب الأسهم) وزيادة احتمالية نجاح طويل الأجل للعمل". إن الادارة في مفهومها العام هي عملية مستمرّة تستند إلى مفاهيم وأساليب علمية مدروسة ، تهدف إلى تحقيق نتائج معينة ، باستخدام الطاقات والموارد المتاحة للمنظمة ، بأعلى درجة من الكفاءة والفعالية ، في ظل الظروف الزمانية والمكانية المحيطة بالمنظمة وأفرادها.